كيف للمكتبة السينمائية استثمار أرشيفها لخلق صناعة اقتصادية تونسية؟
اجتمع عدد من الفاعلين السينمائيين اليوم الخميس 12 سبتمبر للتباحث حول موضوع 'المكتبة السينمائية الأولويات لضمان انطلاق جديدة " بقاعة الطاهر شريعة مؤسس أيام قرطاج السينمائية بمدينة الثقافة في إطار لقاءات الخميس التي ينظمها المجمع المهني للصناعة السينمائية بكونكت وطرح الحاضرون من المخرجين السينمائيين والفاعلين في القطاع ككل جملة من المحاور أبرزها ضرورة إعادة النظر في مهام المكتبة السينمائية في ظل الإصلاحات المقترحة وخطوط التمويل للمحافظة على الذاكرة السمعية البصرية ووضع خطة لحوكمة المكتبة السينمائية لضمان استقلاليتها وتأثيرها الثقافي على مستوى والنهوض بالسوق السينمائية التونسية منها القاعات وطرق المحافظة على الأرشيف السينمائي وتثمينه واستثماره خاصة في صناعة اقتصادية تشع على كل الجهات خارج العاصمة .
وانتقد محمد علي بن حمراء رئيس المجمع المهني للصناعة السينمائية بكونكت تعامل سلطة الإشراف وزارة الشؤون الثقافية مع القطاع على انه يحتاج الدعم المالي فقط بل بالعكس يمكن خلق تنوع في الاقتصاد التونسي وخاصة بالجهات عن طريق المكتبة السينمائية cinémathèque tunisienne كما طرح ضرورة تحسين مردودية المركز الوطني للسينما والصورة ..
من جانبه اعتبر المخرج والناقد السينمائي هشام بن عمار أن المشكلة الجوهرية هي صيانة الذاكرة وأسس بناء المكتبة السينمائية على المدى الطويل وأهمية إعادة إحياءها وتجاوز إشكال عدم استقلاليتها وارتباطها بدعم الدولة منتقدا إهمال المخزون والأرشيف السينمائي في تونس ووضعه تحت مسوؤلية بعض الأعوان و العمال من غير المختصين في المجال وفاقدي التكوين في أرشفة هذا المخزون الحساس وغياب سياسة تعطي للأرث السينمائي قيمته .
على مركز السينما والصورة الاهتمام بالتكوين وتطوير المهرجانات السينمائية
وشدد الحاضرون على أن مسؤولية المكتبة السينمائية ليست حكرا على المركز الوطني للسينما والصورة بل يمكنها أن تكون مؤسسة لها تأثير في الثقافة الوطنية باعتبارها تحتوي أرشيفا سمعيا وبصريا مهما وثريا، وأشار محمد علي بن حمراء إلى مشاكل المكتبة السينمائية cinémathèque التي تعاني من سوء تصرف و حوكمة وامتلاكها مديرا فنيا وليس مالي وخضوعها بصفة كاملة لسلطة مديري المركز الوطني للسينما والصورة الذين يفتقدون لتوجه واضح لرقمنة الأرشيف وتثمينه مشيرا إلى انه عند مبادرة السينمائيين التونسيين للقيام بأفلام وثائقية للحديث عن مواضيع تهم تاريخ تونس يمنعون من الحصول ما يساعدهم من أرشيف المركز ليجدوا ضالتهم بأرشيف مراكز سينمائية بدول أوروبية منها فرنسا في حين أن أرشيف وذاكرة تونس يجمعان بطرق غير حرفية ولا يمكن استغلالهم في حين انه كان من الأجدر أن يكون ذلك تحت إشراف مؤسسة المكتبة السينمائية .
و اعتبر بن حمراء انه من المفروض أن تكون للمكتبة السينمائية فروع جهوية لخلق ديناميكية سينمائية في الجهات ما يستقطب المستثمرين للتوجه لها لفتح قاعات سينما جديدة كما كان بإمكان المكتبة السينمائية تطوير مهرجانات كبرى معتبرا أن الصناعة السينمائية لا تقتصر على العاصمة .
واقترح أن يلعب المركز الوطني للسينما والصورة دوره التكويني من خلال إرساء ورشات لتحسين المهارات في مختلف المهن السينمائية من السيناريو والديكور والاتصال والترويج لقاعات السينما وبرمجتها لأنها اختصاصات لا تدرس في مدارس السمعي البصري في حين يمكن للمركز الوطنية القيام بنهضة سينمائية وخلق صناعة سينمائية كما يهتم بالمكتبة السينمائية وتطوير منظومة المهرجانات السينمائية بالجهات.
ويذكر أن اللقاء جمع عددا من النقاد والمخرجين السينمائيين على غرار فريد بوغدير و كمال بن وناس وانس كمون وحسن دلدول وهشام بن عمار وخالد البرصاوي.
هناء السلطاني